انواع السحر

كذب و خداع السحرة و الدجالون

كذب و خداع السحرة و الدجالون
وعن إخبار بعض الدجالين والمشعوذين للناس أخباراً غيبية ومدى حقيقة هذا الأمر قال الدكتور الحسيني أبو فرحة – عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر سابقاً : الجن لهم طاقات معينة ويمكن لمن لهم صلة بهم أن يسخّروهم فيها ، فمنهم من يستطيع معرفة بعض الأخبار والانتقال بسرعة رهيبة من مكان إلى آخر ، وهؤلاء يخالطوننا في مساكننا من حيث لا نراهم ، فيمكنهم من ناحية المخالطة وسرعة حركتهم الرهيبة أن يعرفوا ” غيب الحاضر ” ، كما أن الجان يعمرون طويلاً ولذلك فهم يعرفون الكثير عن ” غيب الماضي ” ولكنهم لا يعرفون عن ” غيب المستقبل ” شيئاً . وقال الشيخ محمد الغزالي ” رحمه الله ” : للجن قدرة أبعد مدى من قدرة البشر ، إنهم يغزون الفضاء بطاقاتهم العادية من زمان قديم ، ولكنهم لا يعلمون الغيب ، وما يكون غيباً أحياناً بالنسبة لنا ، قد يكون عياناً بالنسبة لهم ، والحدأة لا تعلم الغيب إذا كانت ترى من الجو ما لا نراه نحن تحت أقدامنا . فإذا استطاع شيطان أن يعرف بعض ما نجهل عن الأشخاص أو الأشياء وهي معرفة محدودة ، وقد تكون مغلوطة فليس هذا علماً بالغيب .

كـيـف يـعـرفـون الأسـمـاء

بعض الناس الذين يترددون على أوكار السحرة والمشعوذين يخبرهم هؤلاء عن أسمائهم وبعض أخبارهم وقد تكون في الغالب صحيحة .. حول هذا الأمر يقول الأستاذ محمد الشهاوي : الساحر له خادم من الجن أو قرين ، فيتبادل شيطان الساحر الحديث مع قرين ” الزبون ” ويعرف منه كافة الأخبار والأسرار عن الزبون ، ويوحي بها إلى الساحر ، فينطق الساحر بها ، قال سبحانه :  وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً  . وروى البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قلت : يا رسول الله ، إن الكهان يحدثوننا بالشيء فنجده حقاً ، قال : { تلك كلمة الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه ، ويزيد فيها مائة كذبة } . وأخرج ابن أبي داود عن معاوية بن أبي سفيان : أنه أمر كاتبه أن يكتب كتاباً في السر ، فبينما هو يكتب إذ وقع ذباب على حرف من الكتاب ، فضربه الكاتب بالقلم ، فقطع بعض قوائمه ، فخرج الكاتب فاستقبل الناس على باب القصر ، فقالوا : أكتب لأمير المؤمنين بكذا وكذا ؟ ، قال : وما أعلمكم ؟ قالوا : حبشي أقطع خرج علينا فأخبرنا ، فرجع الكاتب إلى معاوية فأخبره ، قال : هو – والذي نفسي بيده – الذباب الذي ضربت .

أحـوال المـشـعـوذيـن ودرجـاتـهـم

ولفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان – أستاذ الدراسات العليا في الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود – رأي حول الدجل والشعوذة يقول فيه : إن الشعوذة وما يتبعها من حركات تتنوع بحسب حال المباشرة لها ، فقد تكون مجرد بوابات لا تصل إلى درجة الخروج عن الإسلام كأن يكون صاحب الشعوذة يستعمل كلمات وطلاسم وألفاظاً مغلقة وليس وراء ذلك من شيء فلا شك أن هذا العمل طريق إلى الانتقال إلى ما هو أشر منه وأخطر .
_ الحال الثاني : أن يكون من وراء هذه الطلاسم والكلمات استحضار الأرواح والاستعانة بها فهذه درجة أشر وتصل إلى درجة التحريم وقد تنقله إلى الشرك بالله جل وعلا .
– الحال الثالث : أن يكون من وراء استعمال الألفاظ والطلاسم استحضار الأرواح وغير ذلك الاستعانة بها وهي لا تتجاوب معه ولا تقدم له الخدمات التي يريد إلا بعد أن يشرك بالله جل وعلا فيذبح الذبائح على أسماء الشياطين والمردة ونحو ذلك وهذا لا شك أنه كفر وشرك بالله جل وعلا .
– الحال الرابع : أن يصل المشعوذ إلى الاستعانة بهذه الأرواح الخبيثة وينتقل به الأمر إلى ادعاء الغيب والأخبار عما وراء الأمور الغيبية وغير ذلك فهذه مرحلة أيضاً أشد وأخطر ، حيث أن علم الغيب لا يطلع عليه إلا الله سبحانه وتعالى . وعلى أي حال فالسحر والشعوذة إذا وصل بصاحبه إلى درجة الاستعانة بالشياطين ومرة الجن والذبح لهم أو دعوتهم من دون الله جل وعلا وذكر أسمائهم وترك الألفاظ المشروعة واستعمال كلمات غير عربية أو غير مفهومة أو استعمال كلام لا معنى له ، أو استعمال أرقام وغير ذلك كل هذه من وسائل الشعوذة والتكهن وادعاء علم الغيب وهي أمور كلها محرمة شرعاً ، ففي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً } .
وفي الحديث الآخر : { من أتى كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم } .
أما حكم هؤلاء إذا ثبت أنهم وصلوا إلى هذه الحال من الكفر والشرك بالله والاستعانة بالشياطين والذبح لهم وغير ذلك فإن حكمهم الشرعي هو قتلهم وإبادتهم والقضاء عليهم ، كما جاء في الحديث المرفوع ، وقيل موقوف : ” حد الساحر ضربة بالسيف ” . فليس للساحر إلا القضاء عليه وإذا ثبت أنه ساحر وثبت أنه يستعمل هذه الوسائل وأنه خرج عن دين الإسلام فهذا هو حكمه الشرعي الذي قرره أهل العلم قديماً وحديثاً . روي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، بل يعد ذلك مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله : { حد الساحر ضربة بالسيف } . ويضيف الشيخ السدلان : إن واجب الأمة تجاه هؤلاء السحرة يتمثل في عدة أمور : –
أولاً – عدم تصديق هؤلاء فلا يصدقون بما يقولون ولا يؤخذ عنهم شيء ولا يذهب أحد إليهم ولا يتعالج عندهم ولا يستشفى منهم ويحاربون ويشنع عليهم ويخبر عنهم ولي الأمر.
ثانيا – إن على كل مسلم ومسلمة إذا عرف عن أي مشعوذ سواء كانت شعوذته في البدايات أو كانت شعوذته وسحره وصل إلى درجة السحر والكهانة والقول على الله بغير علم وغير ذلك ، فإن الواجب على الجميع الإخبار عن هؤلاء والإخبار عنهم بدقة وعدم التساهل فإن التعاميم الصادرة بهذا الأمر تؤكد على ذلك وتطلب أن يخبروا عن كل من تسول له نفسه من هؤلاء المشعوذين والكهان رجالاً كانوا أو نساء وأنه لا يجوز أيضاً السكوت عنهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى