انواع السحر

مكالمة الميت ورؤيته ممكنة؟

  1. ..
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فإذا كان المقصود أن الميت يخرج من قبره، أو تحضر روحه فتتكلم ويراه الناس فهذا غير ممكن في الدنيا، ولا يكون إلا يوم القيامة، كما قال الله تعالى:وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ [يّـس:51].
    قال الإمام ابن حزم -رحمه الله- في كتابه مراتب الإجماع: واتفقوا أن محمداً عليه السلام وجميع أصحابه لا يرجعون إلى الدنيا إلا حين يبعثون مع جميع الناس. 
    ومن زعم أنه رأى ميتا أو خاطبه فقد أخطأ ووهم وإنما هو شيطان تمثل له، وليس هذا من باب الكرامات: بل هو من الخزعبلات والخرافات، فإن سادات الأولياء، هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينقل عن واحد منهم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو التقى به، أو اجتمع بأبي بكر وعمر بعد وفاتهم، مع عظيم شوقهم وحبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح(2/348): ثم الرؤيا قد تكون من الله فتكون حقا، وقد تكون من الشيطان كما قد يتمثل في المنام بصورة شخص، فقد يتمثل أيضاً في اليقظة بصورة شخص يراه كثير من الناس، يضل بذلك من لم يكن من أهل العلم والإيمان كما يجري لكثير من مشركي الهند وغيرهم، إذا مات ميتهم يرونه قد جاء بعد ذلك وقضى ديونا، ورد ودائع، وأخبرهم بأمور عن موتاهم، وإنما هو شيطان تصور في صورته، وقد يأتيهم في صورة من يعظمونه من الصالحين ويقول: أنا فلان، وإنما هو شيطان…. وهذا يقع لكثير من الرهبان وغير الرهبان من المنتسبين إلى الإسلام، وقد يرى أحدهم في اليقظة من يقول: له أنا الخليل أو أنا موسى أو أنا المسيح أو أنا محمد أو أنا فلان لبعض الصحابة أو الحواريين، ويراه طائرا في الهواء، وإنما يكون ذلك من الشياطين ولا تكون تلك الصورة مثل صورة ذلك الشخص.
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي. 
    فرؤيته في المنام حق، وأما في اليقظة فلا يرى بالعين هو ولا أحد من الموتى، مع أن كثيرا من الناس قد يرى في اليقظة من يظنه نبياً: إما عند قبره، وإما عند غير قبره، وقد يرى القبر انشق وخرج منه صورة إنسان فيظن أن الميت نفسه خرج من قبره أو أن روحه تجسدت وخرجت من القبر، وإنما ذلك جني تصور في صورته ليضل ذلك الرائي، فإن الروح ليست مما تكون تحت التراب وينشق عنها التراب، فإنها وإن كانت قد تتصل بالبدن فلا يحتاج ذلك إلى شق التراب، والبدن لم ينشق عنه التراب وإنما ذلك تخييل من الشيطان، وقد جرى مثل هذا لكثير من المنتسبين إلى المسلمين وأهل الكتاب والمشركين، ويظن كثير من الناس أن هذا من كرامات عباد الله الصالحين، ويكون من إضلال الشياطين، كما قد بُسط الكلام في هذا الباب في غير هذا الكتاب مثل: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وغير ذلك.انتهى 
    والله أعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى