هل يمكن تسخير الجن ؟ لا يمكن للجان أن يقوم بمساعدة أي إنسان ولا يخضع له إلا إذا كان كل منهما على عقيدة واحدة ودين واحد . فإذا كان ال جني كافراً فإنه - لابد – أن يكون الساحر كافراً مثله تماماً ، وكذا الحال لو كان الجني يهودياً أو نصرانياً . قال ش يخ الإسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى : يقسم المعزم على الجن بأسمائهم وأسماء ملوكهم ، فإنه يقسم عليهم بأ سماء من يعظمونه ، فيحصل لهم بذلك من الرياسة والشرف على الإنس ما يحملهم على أن يعطوهم بعض سؤالهم ، لا سيما وهم يعلمون إن الإنس أشرف منهم وأعظم قدراً ، فإذا خضعت الإنس لهم واستعاذت بهم كان بمنزلة أكابر الناس إذا خضع لأصاغرهم ليقضي له حاجته . ثم إن الشيا طين منهم من يختار الكفر والشرك ومعاصي الرب ، وإبليس وجنوده من الشياطين يستهون الشر ويلتذون به ويطلبونه ، و يحرصن عليه بمقتضى خبث أنفسهم. وإن كان موجباً لعذابهم وعذاب من يغوونه ، كما قال إبليس : فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين [ ، وقال تعالى : قال أرأيتك هذا الذي كرمت عليّ لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأ حتنكن ذريته إلا قليلاً [ ، وقال تعالى : ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين [ . والإن سان إذا فسدت نفسه يشتهي ما يضره ويلتذ به ، بل يعشق ذلك عشقاً يفسد عقله ودينه وخلقه وبدنه وماله ، والشيطان هو نفسه خبيث فإذا تقرب صاحب العزائم والأقسام وكتب الروحانيات السحرية وأمثال ذلك إليهم بما يحبونه من الكفر والشرك صار ذلك كالرشوة والبرطيل لهم ، فيقضون بعض أغراضه ، كمن يعطي غيره مالاً ليقتل له من يريد قتله ، أو يعينه على فاحشة أو ينال معه فاحشة . ولهذا كثير من هذه الأمور يكتبون فيها كلام الله بالنجاسة ، قد يكتبون ح روف كلام الله عز وجل ، إما حروف الفاتحة ، وإما حروف ( قل هو الله أحد ) وإما غيرهما – بنجاسة إما دم وإما غيره ، وإما بغير نجاسة ، أو يكتبون غير ذلك مما يرضاه الشيطان ، أو يت كلمون بذلك ، فإذا قالوا أو كتبوا ما ترضاه الشياطين أعانتهم على بعض أغراضهم ، إما تغوير ماء من المياه ، وإما أن يحمل في الهواء إلى بعض الأمكنة ، وإما أن يأتيه بمال من أموال ب عض الناس ، كما تسرقه الشياطين من أموال الخائنين ومن لم يذكر اسم الله عليه وتأتي به ، وإما غير ذلك . والذي ن يستخدمون الجن بهذه الأمور ( أي العزائم والطلاسم والكفر ) يزعم كثير منهم أن سليمان عليه السلام كان يستخدم الجن بها ، فإنه قد ذكر غير واحد من علماء السلف أن سليمان لما مات كتبت الشياطين كتب سحر وكفر ، وجعلتها تحت كرسيه ، وقالوا : كان سليمان يستخدم الجن بهذه ، فطعن طائفة من أ هل الكتاب في سليمان بهذا . وآخرون قالوا : لولا أن هذا جائز لما فعله سليمان ، فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم في سليمان ، وهؤلاء باتباعهم السحر . تحكم الأدنى في الأعلى قال الشيخ م حمد متولي الشعراوي – رحمه الله – في الفتاوى : يستطيع الله سبحانه وتعالى بطلاقة قدرته أن يجعل من الجنس الأدنى من يسخر الجنس الأعلى ويتفوق عليه ، وهذه ليست كيف عنصر ، إنما إرادة معنصر ، فيريد الله أن يأتي أناس دون الجن في قانونهم ويعطيهم الأسباب فيسخّروا الجن . والنوع الذي سيسخّره الإنسان لا يخلو من أحد نوعين :- - جـنـي خـّيـر . - جـنـي شـريـر . والجني الخيّر مثل الإن سان الخيّر لا يستطيع أحد أن يسخّره . إذاً لا يخضع للتسخير إلا الجني الشرير ، وهذا يتعب من سخّره ، يقول الحق تبارك وتعالى : وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً . إن كل ما نراه من الخوارق هو من أعمال ا لأرواح الشريرة الهائمة في الكون ، وهذه لها طلاسم وأسماء وأسرار يستطيع الإنسان بها أن يسخّر غيره ، فيعمل الأعمال ا لتي لا يستطيع أن يعملها الإنسان ، ولا الجن العادي يستطيع أن يعملها ، وكل من ينهجون هذا النهج مصابون في أشياء كث يرة ومتعبون في أشياء كثيرة . وتسخير الجن حقيقة واقعة ، والحق تبارك وتعالى يعطي بعض الخصائص للجنس الأدنى فيجعله يسخّر ويتحكم في الجنس الأعلى . فرية الطرف المشروعة وعن حق يقة وجود طرق مشروعة لتسخير الجن يؤكد الباحث الإسلامي الأستاذ مجدي محمد الشهاوي : السحرة والدجالون لا يملكون طرقاً مشروعة لتسخير الجن لأن مع ظمهم – إن لم يكن كلهم بلا استثناء – يستخدم الجن بما يلي : - - قراءة العزائم والطلاسم ال مجهولة التي بغير اللغة العربية وهي كفر وشرك وضلال ، و فيها تعظيم للشياطين وتذلل وعبادة لهم ، وفيها تطاول على ا لخالق سبحانه وتعالى ، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم . - يكتبون آيات القرآن الكريم بالنجاسات كالدم والبول وغيرهما . - يخلطون آيات القرآن بكلام غ ير مفهوم وفيه من الشرك ما لا يخفى . - يقلبون ح روف القرآن ، أو يكتبونه مقلوباً ، ويهينونه ويقرأونه في الأماكن النجسة كالحمامات وغيرها . - يرتكبو ن الزنا والمحرمات ، ويتركون العبادات . وقد اطلعت على بعض كتبهم ، ووجدت عندهم دعوات يدعون بها الكواكب السبعة السيارة ، لكل كوكب منها دعوة معينة ، ومداد مناسب ، وأبخرة مخصوصة محددة ، ويرتدي الساحر لباساً معيناً ذا لون خاص لكل كوكب ، ويقرأ دعوات في وقت محدد ، وي سمون ذلك روحانية الكواكب ، وإنما هي شياطين تتنزل عل يهم عندما يدعون بتلك الدعوات ، قال تعالى : هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ، تنزل على كل أفاك أثيم [ ، وفي ت لك الدعوات إخلال بنواميس الشرع ، لا يملكها أو يدعو بها إلا كل كافر مشرك عنيد ، نعوذ بالله من الكفر وأهله. ولا ش ك أنه لا يوجد بيننا الآن من يستخدم الجن بالقرآن فقط ، دون سواه من عزائم وطلاسم مجهولة المعنى ، والتي نبهنا على ما فيها من الضلال ، ومن زعم أنه يستخدم الجن بالقرآن فقط – دون سواه – فهو كاذب مدلس مخادع ، والله أعلم . وأس تطيع أن ألخص تسخير الجان للإنسان في سطر واحد هو : ( لابد من تسخير الإنسان لعبادة الجن والشيطان ، لكي تساعده الجان ، ونعوذ بالله منهم ) . عــلــم الــغـيــب وعن علم الجن للغيب يقول الأستاذ مجدي محمد الشهاوي : القرآن الكر يم قطع هذه المسألة في قوله تعالى : فلما قضينا عليه الموت مادلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منساته ، فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين . فقد استمرت الجن تعمل لسليمان – عليه السلام – أشق الأعمال وأكثرها صعوبة ، حتى بعد أن مات ، وهو م رتكز على عصاه ، ولم تعلم الجن أنه مات ، إلا بعد أن تآكلت ال عصا التي يرتكز عليها ، وخّر – عليه السلام – هنا فقط علمت الجن أنه مات منذ مدة طويلة ، استمروا خلال تلك المدة يم ارسون عملهم بلا هوادة : ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ، يع ملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات . من يزعم ت سخير الجان بالقرآن كاذب الدجال ون يكتبون آيات القرآن بالنجاسات **لمزيد من الاستفسارات و العلاج و الاتصال المباشر على موقعنا او مباشرة بالتلفون -/01015033111-----/01276655533/